تبدو لى بطولة كأس العالم ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا بعيدة حتى الآن، ولكن عندما تجرى قرعة توزيع فرق البطولة على المجموعات فى مركز المؤتمرات الدولى بمدينة كيب تاون، الجنوب أفريقية يوم «الجمعة» المقبل ستبدو أكبر بطولة رياضية فى العالم شديدة القرب بالنسبة لى، فالسبعة والعشرون أسبوعاً الباقية على انطلاقها ستمر كالبرق.
وبشكل ما تبدو بطولات الدورى المحلى ودورى أبطال أوروبا أقل أهمية بالنسبة لى عندما يتعلق الأمر بكأس العالم.
ولا أحتاج هنا سوى للعودة بذاكرتى إلى بطولة كأس العالم ٢٠٠٦ لكى أشعر بالسعادة التى سبق أن جربتها بوصفى رئيساً للجنة المنظمة للبطولة آنذاك، وآمل لأبناء جنوب أفريقيا أن يحظوا ببطولة كأس عالم سلمية بالمثل.. وبما أن الطقس سيكون شتوياً فى جنوب أفريقيا عندما تقام مباريات البطولة فى يونيو المقبل فلا أتوقع أن يحظوا بجو مثالى كما كان الحال فى ألمانيا، ولكن ما هو مؤكد هناك سيكون الأجواء الرائعة المبهجة فى الاستادات.
وتذهب أفكارى المتعلقة بكأس العالم الآن أيضاً إلى صديقى القديم فى بايرن ميونيخ، المدرب الإيطالى المخضرم جيوفانى تراباتونى، وكيف خسر هو وفريقه منتخب أيرلندا أمام منتخب فرنسا بالغش بعد لمسة يد تييرى هنرى، التى أطاحت بأيرلندا من الدور الفاصل بتصفيات أوروبا المؤهلة لنهائيات ٢٠١٠، ولو كان الأمر بيدى لسمحت لمنتخب أيرلندا بالمنافسة فى كأس العالم ٢٠١٠ كمشاركين شرفيين بالبطولة.
ولكن مع الأسف دائما ما يقع الظلم عندما تتنافس ٢٠٠ دولة على نهائيات تضم ٣٢ فريقاً فقط وتخفق الأعصاب، أو أحياناً عين الحكم، خلال مباريات التصفيات، ولو كان هناك ما يطلق عليه حكماً لمراقبة خط المرمى وحده لما احتسب الحكم هدف فرنسا الذى أحرزته بمساعدة لمسة يد هنرى.
وفى كيب تاون، سيلتقى المعارف القدامى من جديد.. فمنذ ٢٠ عاماً وحتى الآن يلتقى منتخبات إيطاليا والأرجنتين والبرازيل وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة وألمانيا فى نهائيات المونديال، ولكن الفرق التى تأهلت إلى النهائيات دون التعرض لهزيمة واحدة مثل كوت ديفوار وإيطاليا وكوريا الجنوبية ونيجيريا وهولندا لن تكون بالضرورة المرشحة الأقوى لإحراز اللقب.
وإن كان منتخب كوت ديفوار يبدو لى بالغ القوة خاصة إذا كان نجمه ديدييه دروجبا فى كامل لياقته البدنية، والحقيقة أن جميع المنتخبات الأفريقية ستستعد بقوة لهذه البطولة، أننى أرى أن منتخبات غانا والكاميرون ونيجيريا بحالة جيدة، وواثق من أن أصحاب الأرض الجنوب أفريقيين سيتفوقون على أنفسهم.. أشعر أن منتخباً أفريقياً سيتأهل للدور قبل النهائى من كأس العالم للمرة الأولى فى تاريخ البطولة.
أما طريقة تقسيم منتخبات البطولة على أربعة أوعية سيتم اختيار فرق المجموعات منها فهى منطقية حيث وضعت أقوى المنتخبات الأوروبية إلى جانب البرازيل والأرجنتين وجنوب أفريقيا فى وعاء واحد وإن كانت الشكوك تدور أحياناً حول انضمام الأرجنتين تحديداً إلى هذا الوعاء فقد استخدم مدرب الفريق دييجو مارادونا، الذى أشعر بالسعادة من أجله بعد تأهل بلاده للنهائيات، ٥٠ لاعباً مختلفاً خلال رحلة فريقه بتصفيات أمريكا الجنوبية مما يظهر مدى عدم استقرار الأوضاع هناك مقارنة بالهولنديين مثلاً الذين استعانوا بـ٢٥ لاعباً فقط طوال التصفيات.
ورغم هذا، ستكون هولندا فى الوعاء الثانى وفقاً للطريقة التى يتم بها تقييم النقاط، وستجد نفسها مع العديد من المنتخبات الأوروبية القوية الأخرى، ودائماً ما يقال إننا الألمان عادة ما يكون حظنا هو الأفضل فى أى قرعة ولكنها لن تكون مجموعة سهلة بالنسبة لنا إذا جمعتنا بهولندا أو البرتغال أو حتى المنتخب الصربى القوى، حتى أننى أعتبر منتخباً مثل سويسرا تحت قيادة المدرب الألمانى أوتمار هيتسفيلد قادراً على تحقيق الكثير.
كما أراه أمراً منطقياً وضع الفرق الأفريقية مع منتخبات أمريكا الجنوبية الثلاثة: باراجواى وشيلى وأوروجواى فى وعاء واحد، وأتوقع أن تقدم باراجواى عروضاً قوية خلال المونديال.
ويتضمن الوعاء الرابع أسماء الفرق الصغيرة أو غير المرشحة لإحراز اللقب، أو على الأقل هذا ما يبدو عليه الأمر الآن، فمن العدل أن نقول إن هندوراس أو إستراليا أو نيوزيلندا لا يمكن أن تكون من الفرق المرشحة للفوز بكأس العالم ولكننا فى الوقت نفسه لا يمكننا التقليل من شأن منتخبات أخرى مثل الولايات المتحدة أو المكسيك اللتين لا تقلان قوة عن فرق الوعاء الثانى.
لا شك فى أننى أتطلع قدماً لهذه القرعة التى قد تكون أكثر إثارة حتى من بعض مباريات البطولة.
رابط الخبر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]