ظل كثير من
حقيقة الامتداد الفعلي للمسطحات المائية، مجهولاً، حتى بداية الكشوف
الجغرافية، في القرن الخامس عشر. فقبل هذا العهد، كان يُعتقد أن البحر
الأبيض المتوسط Mediterranean، هو قلب العالم المائي. كما
كان يُظن، أن الهوامش الشرقية للمحيط الأطلسي، هي البحر المحيط (أي الذي
يحيط باليابس). ولكن الاكتشافات الجغرافية، وخاصة رحلات كريستوفر كولومبس
إلى أمريكا الوسطى، وجزر الهند الغربية، عام 1492م؛ ورحلات بالبوا Balboa،
عام 1513م؛ وماجلان Magellan، عام 1519م؛ وجيمس كوك (1769ـ1780م) ـ أظهرت
عِظم اتساع المسطحات المائية، والامتداد الفعلي للمحيطَين: الهادي
والأطلسي. وتقدَّر
المساحة الإجمالية لكوكب الأرض بنحو 510 ملايين كم2. يشغل اليابس منها
148.9 مليون كم2، في حين يشغل الماء 361.1 مليون كم2. بمعنى أن اليابس
يشغل نحو 29.2% من إجمالي مساحة الكرة الأرضية، والماء 70.8%؛ أي الثلث
لليابس، والثلثان للماء، (انظر شكل توزيع اليابس والماء). وارتبطت
نشأة الأحواض المحيطية ارتباطاً كبيراً، بنشأة القارات؛ فهما يمثلان
تضاريس سطح الأرض: الأولى، هي التضاريس السالبة Negative Relief، وهي التي
تنخفض تحت مستوى سطح البحر؛ والثانية، هي الموجبة Positive Relief، وهي
التي ترتفع فوق مستوى سطح البحر بصفة عامة. فمنذ
تجمدت قشرة الأرض، منذ أكثر من 4 بلايين سنة مضت، والماء يتسلل من باطن
الأرض، من خلال الفجوات والفتحات البركانية، ليتجمع في الأحواض المحيطية.
وتغطي المياه المحيطية ما يقارب 71% من سطح الأرض، بمعدل عمق، يقارب 3730
متراً. ونسبة
ضئيلة فقط من ماء الأرض، تكون محمولة في الغلاف الغازي، أو تحتويها
البحيرات، أو محجوزة في الثلاجات والغطاءات الثلجية. ويمكن القول، إذاً،
إن معظم ماء الكرة الأرضية، يبقى في المحيطات، حيث يؤثر تأثيراً كبيراً في
الحياة فوق سطح الأرض. فمعظم الناس يعيشون قرب السواحل، ويتخذونها مكاناً
للاستجمام، ومصدراً للغذاء، ومكاناً للتخلص من الفضلات ونفايات المدن،
وطريقاً مفتوحاً للملاحة؛ بل إن تأثير المحيطات عظيم حتى في أولئك، الذين
يعيشون بعيداً، في أعماق القارات؛ فهي مصدر الماء الضروري للحياة. وهذا
الغطاء المائي الكبير، يخزِّن ثم يشِّع معظم الطاقة الشمسية، التي تمد
دورات الغلاف الغازي بالطاقة اللازمة، مسببة الظواهر الجوية. وبمقارنة
المدى اليومي لدرجة الحرارة في الصحراء، بنظيره في المناطق الساحلية، تتضح
أهمية دور المحيطات في امتصاص حدة التقلبات المناخية. باختصار،
الحياة قائمة على الماء، وبدراسة المحيطات، يمكن الوقوف على ظاهرة مؤثرة
فيها. وبفهم أفضل لطبيعة الكتل المائية، قد يمكن، يوماً، التنبؤ بتغيرات
الدورات المائية في المحيطات، وما يتبعها من تغيرات في المناخ. وعلى قدر
مساوٍ من الأهمية كذلك، قد يمكن استخدام المحيطات، على الوجه الأكمل، في
أغراض النقل، والتخلص من النفايات، من دون التدمير أو الإضرار
باستخداماتها الأخرى، كمصدر للغذاء، أو مكان للاستجمام. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أصل المحيطات المحيطات
من الظاهرات القديمة على سطح الأرض. وقد اندثرت، عبر الزمن، شواهد نشأتها.
فنتيجة للتسرب التدريجي للماء في الطبقات الصخرية إلى سطح الأرض من خلال
الأنشطة البركانية، تجمع الماء، الذي كان محصوراً بين الصخور، على سطح
الأرض. وقد
بدأت هذه العملية منذ 4 بلايين سنة مضت. بعض الصخور القديمة، التي يقدر
عمرها بنحو 3.8 بلايين سنة، تحتوي على آثار فقاعات مائية، وظواهر أخرى،
تدل على أنها أرسبت في ماء. ويحتوي بعض هذه الصخور، التي يعود عمرها إلى
3.4 بلايين سنة، على كائنات عضوية، شبه بكتيرية، بدائية جداّ، لا يمكن
رؤيتها إلا من خلال مِجْهر إلكتروني. وقد بدأت عمليات التمثيل الضوئي
Photosynthesis للنبات المائي البدائي، وأنتجت الأكسجين، منذ قرابة ثلاثة
بلايين سنة مضت، ذلك الغاز الحيوي لبقاء الأحياء على الأرض.
إن
ما يُعْرف عن تغير تركيب مياه البحر، عبر الزمن، قليل جداً. ولكن يبدو أن
تركيب الأملاح فيها، قد تغير قليلاً. وربما أصبح الأكسجين أكثر انتشاراً
في الغلاف الغازي؛ واستطراداً، في المحيطات؛ وذلك نتيجة لعمليات التمثيل
الضوئي، وهي تكوين مواد عضوية جديدة، باستخدام الطاقة الشمسية، وثاني
أكسيد الكربون، زائداً الماء.
التغير في الأحواض المحيطية
مع
أن المحيطات من الظواهر القديمة على سطح الأرض، إلا أن خطوط الساحل، أي
الحدود بين اليابس والماء، في تغير مستمر، وإن بطيئاً جداً. ويمكن أن
يتغير موقع خطوط الساحل، في إحدى حالتَين: الأولى، كلما ارتفعت أو انخفضت
كتل القارات؛ والثانية، كلما ارتفع أو انخفض مستوى سطح الماء في البحر،
بالنسبة إلى قارة ثابتة. وقد حدثت حركات بطيئة للقارات، مرات متكررة، في
تاريخ الأرض؛ وما زالت تحدث إلى اليوم. تشهد بذلك الشواطئ القديمة
المرتفعة، على طول ساحل كاليفورنيا، والقلاع الإغريقية والرومانية
المغمورة، حول البحر الأبيض المتوسط. وتعطي هذه الشواهد صورة لتأثير هذه
التغيرات في خطوط الساحل.
ويتغير
مستوى سطح البحر، إذا حدثت تغيرات في كمية المياه في المحيطات. فتواكب،
مثلاً، التغيرات الكبيرة، والمفاجئة نسبياً، في مستوى سطح البحر، نمو أو
اختفاء الغطاءات الثلجية الكبيرة على سطح الأرض، والمسماة بالثلاجات؛ إذ
يأتي الماء المخزن في هذه الثلاجات، المقدَّرة بحجم القارات، من المحيطات.
ونتيجة لذلك، فإن مستوى سطح البحر، ينخفض عند تكوُّن الثلاجات، ويرتفع
عندما تذوب.
خلال
الثلاثة ملايين سنة الماضية، مرت على الأرض عدة عصور جليدية. قبل نحو 20
ألف سنة، غطت الثلوج مناطق واسعة من العروض، الوسطى والعليا[1].
في
ذلك الوقت، كان سطح البحر دون مستواه الحالي بنحو 130 متراً (انظر شكل
التغير في مستوى سطح البحر). ومعظم أطراف القارات، المغمورة بمياه ضحلة،
كانت أرضاً يابسة في ذلك الوقت. فكان هناك، مثلاً، اتصال يابس بين آسيا
وأمريكا الشمالية. وتلك المنطقة، يغمرها، الآن، بحر ضحل. ويرجح أن
الإنسان، هاجر عبر تلك المنطقة، ليقطن في الأمريكتَين، الشمالية
والجنوبية. وتوجد آثار حيوانات ثديية منقرضة، تشبه الفيلة، رعت في المناطق
الهامشية المغمورة، في أمريكا الشمالية، على المحيط الأطلسي. كما توجد
آثار مجارٍ لأودية كبيرة، تغمرها المياه، الآن، في تلك المناطق.
وقد
أدى ارتفاع مستوى سطح البحر، نتيجة لذوبان الغطاءات الثلجية على القارات،
غمر الماء لأودية الأنهار. وتشكلت على السواحل الجبلية، التي تعرضت لنحت
الثلاجات، ظاهرة تستحق التصوير، وهي تلك الخلجان شديدة انحدار الجوانب،
التي تسمى الفيوردات.
لو
أن كل الماء المحجوز في الغطاءات الثلجية، على القارة القطبية الجنوبية
وجرينلاند، عاد إلى المحيطات، لارتفع مستوى سطح البحر قرابة 50 متراً (160
قدماً). وذلك سيؤدي، بالطبع، فيضان مياه البحر على أجزاء كبيرة من المناطق
الساحلية المنخفضة، وعدد كبير من المدن الساحلية؛ لتصل المياه، مثلاً، إلى
الدور العشرين في مباني وسط مدينة نيويورك.
وتحدث
تغيرات بطيئة في خطوط الساحل، كذلك، مع الحركة البطيئة لكتل القارات
والأحواض المحيطية، التي تدفعها قوى باطنية؛ وتلك العملية، تدعى تكتونية
الصفائح الطافية[2].
__________________________________________________ _
([1])
العروض الوسطى والعليا: قسم العلماء سطح الأرض، لتسهيل الإشارة إلى
المواقع المختلفة ولمعرفة فوارق التوقيت، بواسطة خطوط الطول ودوائر العرض.
ودوائر العرض، وأكبرها دائرة خط الاستواء، صفر، دوائر وهمية توقع على
الخرائط ويتناقص قطرها بالاتجاه شمالاً وجنوباً من خط الاستواء. وتزداد
الأرقام من خط الاستواء شمالاً وجنوباً حتى القطبين عند درجة 90 ولتسهيل
الإشارة إلى الأماكن والظروف المناخية السائدة قسمت دوائر العرض إلى عدة
نطاقات هي:
ـ النطاق الاستوائي Equatorial ما بين دائرة عرض 10ْ شمالاً، ودائرة عرض 10ْ جنوباً.
ـ النطاقين المداريين Tropical ما بين دوائر العرض 10ْـ25ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين تحت المداريين Subtropical ما بين دوائر العرض 25ْـ35ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ نطاقي العروض الوسطى Midlatitude ما بين دوائر العرض 35ْـ55ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين دون المتجمدين Subarctic & Subantarctic ما بين دوائر العرض 55ْـ60ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين المتجمدين Arctic & antarctic الشمالي والجنوبي ما بين دوائر العرض 60ْـ70ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين القطبيين Polar الشمالي والجنوبي ما بين دائرتي العرض 75ْ شمالاً وجنوباً والقطبين الشمالي والجنوبي.
([2])
يقسم العلماء سطح الأرض (اليابس والماء) إلى عدد من الصفائح، منها الصفيحة
الأفريقية، والصفيحة الأوراسية. تتحرك هذه الصفائح نسبة إلى بعضها، وينتج
عن حركتها الظاهرات الكبرى لسطح الأرض، من توزيع اليابس والماء، والسلاسل
الجبلية الضخمة على اليابس، والأخاديد والحروف الضخمة في قيعان المحيطات.
ويستعان بحركة الصفائح في معرفة توزيع الظاهرات الحركية لسطح الأرض من
براكين وزلازل، إذ تنشط على طول خطوط التقاء الصفائح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
توزيع اليابس والماء
تغطي
المحيطات 361 مليون كم2، من سطح الأرض، البالغ 510 ملايين كم2. وتصل نسبة
ما تغطيه المحيطات، إلى ما يقارب 70.8%. ومقارنة بنصف قطر الكرة الأرضية،
فإن معدل عمق المحيطات، البالغ 3.73كم، لا يعد شيئاً. وتحوي المحيطات 97%
من المياه على كوكب الأرض، باستثناء المياه الجوفية.
أحواض
المحيطات، وكتل القارات، ليست موزعة توزيعاً متوازناً، على سطح الأرض. فكل
قارة، يقابلها محيط، على الجهة الأخرى من الكرة الأرضية. ومعظم اليابسة،
أو بالتحديد 67% منها، تقع في النصف الشمالي للكرة الأرضية، بينما معظم
النصف الجنوبي، تغطيه المياه.
في
الواقع، هناك قطاع واحد من المياه، يحيط بالكرة الأرضية، ويتصل بعضه ببعض؛
ويطلق عليه المحيط العالمي. وقد اقترح الجغرافي الهولندي، فارينوسي، عام
1650، تقسيم المحيط العالمي إلى خمسة محيطات، هي: المحيط الهادي، والمحيط
الهندي، والمحيط الأطلسي، والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط المتجمد
الجنوبي. وفي عام 1845، اقترحت الجمعية الجغرافية اللندنية تقسيماً آخر:
* المحيط الهادي.
* المحيط الأطلسي، ويشمل البحر المتجمد الشمالي.
* المحيط الهندي.
(1) المحيط الهادي
أكبر
الأحواض المحيطية الثلاثة، بل إن حجمه يكاد يساوي حجم المحيطَين، الأطلسي
والهندي، معاً. يقع على جانبه الشرقي قارتا أمريكا الشمالية وأمريكا
الجنوبية. ويصل جنوباً حتى حدود القارة القطبية الجنوبية، أنتاركتيكا([1])
Antarctica. وتقع على جانبه الغربي قارتا آسيا وأستراليا. ويتصل بالمحيط
الأطلسي، بين رأسي هورن، في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية وقارة أنتاركتيكا؛
أو عبر ما يسمى ممر دريك Drake، وعرضه 800 كم. وقد اصطلح على خط وهمي،
يفصل بين المحيطَين، يمتد بين الموقعَين، على طول خط الطول 60ْ غرباً
تقريباً (انظر خريطة حدود المحيطات). وبينهما اتصال محدود جداً، عبر قناة
بنما، المحفورة صناعياً.
ويتصل
بالمحيط الهندي، في مياه الأرخبيل الجزري، بين أستراليا وآسيا، وتلتقي
مياههما مباشرة، إلى الجنوب من قارة أستراليا، فيما بينها وبين
أنتاركتيكا. ويفصل بينهما خط وهمي، يمتد من الشمال الغربي من شبه جزيرة
الملايو، حتى جزيرة سومطرة، فيما يعرف بمضيق ملقا[2] Malacca. وهذا الخط
يمتد مع سواحل جزيرة سومطرة الجنوبية الغربية، والسواحل الجنوبية لجزيرة
جاوه، عبر الجزر الواقعة بين جاوه وغينيا الجديدة، حتى السواحل الشرقية
لقارة أستراليا. ثم يمتد من جنوب أستراليا، بمحاذاة السواحل الشرقية
لجزيرة تسمانيا، حتى القارة القطبية الجنوبية، على امتداد خط الطول 150ْ
شرقاً. وفي الشمال، يفصل بينه وبين البحر المتجمد الشمالي (من المحيط
الأطلسي) مضيق بهرنج Bering الضحل، الذي لا يتجاوز عرضه 90 كم.
يغطي
المحيط الهادي قرابة 35% من سطح الكرة الأرضية، ونحو 50% من سطح المحيط
العالمي؛ إذ تبلغ مساحة سطحه 179.7 مليون كم2. ويحتوي حوضه على ما يزيد
على نصف المياه المحيطية في العالم، بل إن مساحته تفوق مساحة سطح اليابس
كله أجمع؛ فلو جمعت القارات، ووضعت فيه، لاتسع لها وزيادة. وهو أعمق
المحيطات، إذ يبلغ متوسط عمقه 3940م (انظر جدول أبعاد المحيطات). ومما
يساعد على زيادة متوسط عمقه، أنه لا يضم إلا القليل من البحار الهامشية،
على جوانبه. وكذلك، وجود الكثير من الأخاديد العميقة في قاعه؛ بل إنه
انتشرت فرضية، في وقت من الأوقات، تقول إن القمر انفصل عن الأرض، وإن مكان
انقلاعه منها في قاع المحيط الهادي. إلاّ أن تحليلات الصخور، بعد وصول
الإنسان إلى سطح القمر، أثبتت اختلافاً في التركيب المعدني، بين صخور قاع
المحيط الهادي وصخور القمر.
يصل
المحيط الهادي إلى أقصى اتساع له، عند دائرة العرض 5ْ، شمال خط الاستواء؛
إذ يبلغ عرضه هناك 19800 كيلومتر، ما بين سواحل كولومبيا في الشرق،
وإندونيسيا في الغرب. ويمتد من مضيق بهرنج في الشمال، حتى بحر روس Ross
على تخوم أنتاركتيكا في الجنوب، مسافة 15500 كيلومتر تقريباً. ويبرز فوق
سطحه أكثر من 25 ألف جزيرة([3])، معظمها، في جزئه الجنوبي، جنوب خط
الاستواء، وخاصة في القسم الغربي منه. ويمكن تمييز نوعَين من الجزر، في
المحيط الهادي:
(أ) الأقواس الجزرية:
وهذه تقع على هوامش القارات؛ ولا يفصلها عنها سوى بحار هامشية ضيقة
نسبياً، وضحلة؛ بل إن بناءها الجيولوجي، وتركيبها الصخري، منها. وهي تمتد
على شكل أقواس، محاذية لخط الساحل؛ وتتكون نتيجة للحركات البنائية([4]) في
القشرة، وتكثر فيها البراكين والزلازل. منها جزر الألوشيان Aleutian، في
أقصى شمال المحيط؛ وجزر كوريل Kurill؛ وجزر اليابان؛ وجزر الفيليبين؛
والجزر الإندونيسية؛ ونيوزيلندا.
(ب) الجزر المبعثرة:
معظمها جزر صغيرة، بعضها بركاني، ظاهر على السطح؛ وبعضها الآخر مكون من
أحزمة مرجانية Atolls، تتكون فوق مخاريط بركانية مغمورة، لتظهر فوق سطح
الماء. ومنها جزر كبيرة المساحة نسبياً، مثل غينيا الجديدة New Guniea.
ويطلق على الجزر، المنتشرة في وسط المحيط الهادي وجنوبه، مع استراليا
ونيوزلندا، اسم الأوقيانوسية Oceania. وقد ميز المستكشف الفرنسي، جوليس
ديومون ديورفيل Jules Dumont d’Urville (1790ـ1842) بين ثلاث مجموعات من
هذه الجزر، وأطلق عليها أسماءها، التي تعرف بها حالياً، وهي:
-
ميلانيزيا Melanesia: وتعني الجزر السود. وتشمل الجزر الواقعة شمال وشرق
أستراليا، من غينيا الجديدة حتى كاليدونيا الجديدة New Caledonia؛ بما
فيها هاتان أنفسهما. وتشمل جزر سولومون Solomon، وجزر نيوهبرديز New
Hebrides، وجزر فيجي Fiji، وجزر بايوا Papua، وجزر فانواتو Vanuatu.
-
ميكرونيزيا Micronesia: وتعني الجزر الصغيرة. وتقع هذه المجموعة إلى
الشمال والشمال الشرقي من جزر ميلانيزيا. وتشمل جزر قوام Guam، وجزر
كيلبرت Kiribati، وجزر ناورو Nauru، وجزر مارشال Marshal، وجزر ماريانا
الشمالية Northern Mariana. وفيها جمهورية بالاو Palau، وولايات
ميكرونيسيا الفيدرالية. وفي هذه المجموعة الجزرية أكثر من ألفيَ جزيرة،
كلها مرجانية الأصل، وصغيرة المساحة. وبعض الجزر المأهولة، لا تتعدى
مساحتها كيلو مترَين مربعَين ونصف.
-
بولينيزيا Polynesia: وتعني الجزر الكثيرة. وتنتشر على سطح المياه
المحيطية، في مثلث، يمتد بين جزر هاواي Hawaii وإيستر أيلاند Easter
Islands وجزر نيوزيلندا. وتشمل، إلى جانب هذه الجزر، جزر ساموا Samoa،
وجزر تونقا Tonga، وجزر بولنيزيا الفرنسية French Polynesia، وتاهيتي
Tahitti. وهذه المجموعة الجزرية، معظم جزرها مخاريط بركانية، تعلو قممها
فوق سطح المحيط؛ ومن أبرز أمثلتها جزر هاواي، التي ترتفع أكثر من 9
كيلومترات، فوق قاع المحيط، وفيها براكين ناشطة.
أما
قاع المحيط الهادي، فهو سهل عميق، والانحدار من الساحل إلى الداخل شديد
جداً. ويمتد في القاع سهل، يتموج بانحدارات غير شديدة؛ فضلاً عن عدد من
الأخاديد العميقة؛ حيث أعمق نقطة في القشرة الأرضية، في أخدود ماريانا
Mariana Trench، إلى الشرق من جزر الفيليبين؛ ويبلغ عمقه 11 ألف متر.
يليه، أخدود كيرماديك ـ تونقا Kermadic- Tonga Trench، الذي يمتد شمال شرق
نيوزيلندا؛ ويبلغ عمقه 10800 متر. فأخدود كوريل كامتيشاتكا، الذي يمتد قرب
الأطراف الغربية لبحر بهرنج؛ ويبلغ عمقه 10500 متر (انظر جدول انتشار
الأخاديد).
وتمتاز
سواحل المحيط الهادي بارتفاعها؛ إذ تحف بها، في الغالب، سلاسل جبلية
عالية، حديثة التكوين؛ ما يجعل مستوى التضرس عالياً، نظراً إلى التفاوت
الكبير بين القمم الجبلية المرتفعة، على السواحل، والأخاديد العميقة، في
قاع البحر الموازي لها. وهذه الحقيقة مرتبطة بأن المحيط الهادي، تحف به
أراضٍ، يكثر فيها النشاط البركاني والزلزالي، ويطلق عليها الحلقة النارية
Ring of Fire، ويمتد في قاعه سلسلة مغمورة من المرتفعات، هي جزء من حروف
أواسط المحيطات[5]، التي تمتد متصلة في قاع المحيط العالمي كله.
يصل
إلى المحيط الهادي كميات قليلة نسبياً، من مياه الأنهار العذبة. لذا،
فتأثر مياهه باليابس المجاور محدود، مقارنة بالمحيطات الأخرى. وللمقارنة
بين المحيطات في هذا الجانب، فقد حسبت نسبة سطح المياه المحيطية، إلى
مجموع مساحة أحواض الأنهار، التي تصب فيها (انظر جدول أبعاد المحيطات).
وقد بلغت النسبة للمحيط الهادي 10، أي أن مساحة سطحه، تبلغ عشرة أمثال
مساحة الأراضي، التي تنصرف مياهها إليه. وهذه أعلى نسبة، مقارنة
بالمحيطَين: الأطلسي والهندي.
(2) المحيط الأطلسي
ثاني
أكبر المحيطات في العالم، بعد المحيط الهادي، هو المحيط الأطلسي Atlantic
Ocean، استمد اسمه من الأساطير الإغريقية، ويعني "بحر الجبار"؛ وكان
المسلمون يسمونه "بحر الظلمات". يمتد بين الشمال والجنوب على شكل قطاع
ضيق، نسبياً، وملتف. محاط من الشرق والغرب بقارات، تكاد تكون سواحلها
متوازية، على جانبَيه. تلاطم أمواج مياهه، في الشرق، اليابس الأوروبي،
واليابس الأفريقي؛ وتقع على شواطئه الغربية قارتا أمريكا الشمالية وأمريكا
الجنوبية. وهو أطول المحيطات امتداداً، بين الشمال والجنوب؛ إذ يمتد من
مضيق بهرنج، في الشمال، إلى القارة القطبية الجنوبية، أنتاركتيكا، في
الجنوب، بطول يصل إلى 21 ألف كيلومتر.
يتصل
بالمحيط الهندي، في ما بين جنوب أفريقيا والقارة القطبية الجنوبية،
أنتاركتيكا. ويمتد الخط الفاصل بينهما، جنوباً، من رأس أقولاس Cape
Agulhas، إلى الشرق من رأس الرجاء الصالح Cape of Good Hope، في أقصى جنوب
القارة الأفريقية، مع خط الطول 20ْ شرقاً، حتى أنتاركتيكا. وتزيد المسافة
بين رأس أقولاس وقارة أنتاركتيكا، على 3800 كيلومتر. وبينهما اتصال آخر،
عبر قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر.
ويتصل
بالمحيط الهادي، عبر ممر دريك، بعرض 800 كيلومتر. ويمتد الخط الفاصل
بينهما، مع خط الطول 60ْ غرباً. وبينهما اتصال آخر، عبر قناة بنما
الصناعية. ومن ناحية الشمال، يفصل بينهما مضيق بهرنج، بعرض 82 كيلومتراً
تقريباً.
يغطي
المحيط الأطلسي قرابة 20% من سطح الأرض، إذ تزيد مساحة سطحه على 106
ملايين كيلومتر مربع. ويصل حجم المياه في حوضه إلى 723 مليون كيلومتر
مكعب، أو ما يعادل 26% من حجم المياه المحيطية. ونظراً إلى امتداده
الطولي، بين الشمال والجنوب، فإن عرضه يقلّ، حتى يصل إلى 2800 كيلومتر،
بين ليبيريا، على الساحل الأفريقي الغربي، ورأس ساوروك Cape de Sao Roque
على الساحل البرازيلي المقابل. ويزداد عرضه، بين سواحل الولايات المتحدة
الأمريكية، وسواحل شمال أفريقيا، ليصل إلى 4800 كيلومتر. ويقدَّر عرضه،
عند دائرة العرض 40ْ شمالاً، بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؛
بنحو 4900 كيلومتر. ويبلغ عرضه، جنوب خط الاستواء، عند دائرة العرض 35ْ
جنوباً، 5900 كيلومتر.
يبلغ متوسط عمق المحيط الأطلسي 3331 متراً؛ وهو أقلّ المحيطات في متوسط العمق. وذلك راجع إلى سببين:
(أ) كثرة البحار على جانبَيه، وأهمها:
البحر الأبيض المتوسط، الذي تبلغ مساحته، مع البحر الأسود Black Sea،
المتصل به، مليونين و970 ألف كيلومتر مربع (انظر جدول البحار في المحيط
العالمي)؛ ومتوسط عمقه 1430 متراً، ويحوي حوضه 4.2 ملايين كيلومتر مكعب من
المياه. ويمتد البحر الأبيض المتوسط امتداداً طولياً، بين الشرق والغرب.
ويفصل بين أفريقيا وأوروبا، في منطقة مدارية، مرتفعة الحرارة نسبياً؛
لذلك، فهو يفقد كميات كبيرة من المياه، بالتبخر، قد تتجاوز كميات المياه
العذبة، التي تصب فيه من الأنهار. لذا، ترتفع نسبة الملوحة في مياهه
ارتفاعاً بيناً، مقارنة بمياه المحيط الأطلسي. من أهم الأنهار، التي تصب
فيه، نهر النيل Nile River، أكبر أنهار العالم. وهو يتصل بالمحيط الأطلسي
اتصالاً ضيقاً، ومحدوداً، عند مضيق جبل طارق. وتصله بالمحيط الهندي قناة
السويس، التي تربط بينه وبين البحر الأحمر. وفيه عدد كبير من الجزر.
ويتفرع منه البحر الأدرياتيكي والبحر الأسود. يشهد هذا البحر نشاطاً
تجارياً عظيماً؛ وحركة النقل البحري على سطحه كبيرة جداً.
بحر
الشمال North Sea: يقع بين الجزر البريطانية، وشبه الجزيرة الإسكندنافية،
وأراضي القارة الأوروبية. تزيد مساحته على نصف مليون كيلومتر مربع. ولا
يتجاوز متوسط عمقه 94 متراً. ويقدر حجم المياه في حوضه، بنحو 50 ألف
كيلومتر مكعب. ويتصل بالمحيط الأطلسي اتصالاً مفتوحاً، من الشمال؛ وتصله
به القناة الإنجليزية، من الغرب. تعوق العواصف المتكررة، وكثرة الضباب،
حركة النقل البحري الناشطة فيه. وفيه مصايد أسماك غنية.
بحر
البلطيق Baltic Sea: يفصل بين شبه الجزيرة الإسكندنافية، وأراضي القارة
الأوروبية ولا تتجاوز مساحته 420 ألف كيلومتر مربع. ومتوسط عمقه 55 متراً.
ويبلغ حجم المياه في حوضه 20 ألف كيلومتر مكعب. ولأن أنهاراً كثيرة، تصب
فيه؛ ولاتصاله المحدود ببحر الشمال؛ فإن ملوحة مياهه السطحية منخفضة،
مقارنة بمياه المحيط الأطلسي. يشهد هذا البحر حركة نقل بحري تجاري ناشطة،
بين الموانئ على جانبَيه، على الرغم من تعرضه، من حين إلى آخر، لعواصف
مدمرة.
خليج
هدسون Hudson Bay: هو ذراع من مياه المحيط الأطلسي، تمتد داخل أراضي
القارة الأمريكية الشمالية، وكندا، من الشمال. ضحل، نسبياً، فمتوسط عمقه
128 متراً. ومساحته لا تتجاوز مليوناً و230 ألف كيلومتر مربع. ويبلغ حجم
المياه في حوضه 160 ألف كيلومتر مكعب. ويعتقد أن حوضه، تكون بوساطة النحت
الجليدي من الثلاجات[6] Glaciers، الكثيرة في تلك العروض. الكثافة
السكانية على شواطئه منخفضة جداً، نتيجة للبرودة الشديدة.
خليج
المكسيك Gulf of Mexico: يمتد على شكل نصف دائرة، بين الولايات المتحدة
الأمريكية والمكسيك؛ وتقع كوبا على مدخله الشرقي. يصله بالمحيط الأطلسي
مضيق فلوريدا، بين كوبا وشبه جزيرة فلوريدا؛ والبحر الكاريبي. يصب فيه نهر
المسيسبي([7]) Mississippi. ويمتد خليج المكسيك في أراضٍ مدارية حارة.
ومعدل تبخر مياهه السطحية مرتفع.
البحر
الكاريبي Caribbean Sea: يمتد بين أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وجزر
الكاريبي، كوبا وجاميكا والدومينيكان. يصل عمقه إلى 1830 متراً، وقد يزيد
على ذلك كثيراً، في بعض الأماكن. ومساحة سطحه، تصل إلى مليونَين و700 ألف
كيلومتر مربع.
(ب) الامتداد الكبير للرفوف القارية[8] على جانبَيه:
السواحل المتقابلة على جانبيه سهلية، في الغالب، خالية من السلاسل الجبلية
العالية. ويمتد الرف القاري، تبعاً لذلك، مسافات كبيرة داخل البحر، تحت
المياه المحيطية، على سواحل القارة الأفريقية، وأمريكا الجنوبية، وأوروبا،
وجرينلاند وأمريكا الشمالية. ويشغل الرف القاري قرابة 11% من مظاهر قاع
المحيط.
قاع
المحيط الأطلسي، في الغالب، مستوٍ؛ على الرغم من وجود بعض مظاهر التضرس.
وأهم ظاهرات القاع، هي تلك السلسلة المغمورة، من المرتفعات المتصلة،
الممتدة في وسط المحيط، من الشمال إلى الجنوب؛ والتي يطلق عليها حرف وسط
الأطلسي Mid-Atlantic Ridge. ولا توجد في المحيط الأطلسي أخاديد عميقة،
سوى أخدودَين: بورتوريكو Puerto Rico Trench، وفيه أعمق نقطة في قاع
الأطلسي؛ إذ يبلغ عمقه 9200 متر. وساندوتش الجنوبي South Sandwich Trench،
الذي يبلغ عمقه 8400 متر (انظر جدول انتشار الأخاديد).
تشير
الشواهد العلمية إلى أن المحيط الأطلسي، تكون خلال العصر الجوراسي، قبل
نحو 150 مليون سنة. وكان نشوءه شبيهاً بما يجري، اليوم، في البحر الأحمر؛
إذ نشأ صدع في قارة جندوانالاند Gondwanaland، فاصلاً قارة أمريكا
الجنوبية عن أفريقيا؛ كما فصل صدع البحر الأحمر بين أفريقيا وشبه الجزيرة
العربية. وهذان الصدعان، لا يزالان يزدادان تصدعاً، بضعة سنتيمترات، في
السنة.
في
المحيط الأطلسي عدد كبير من الجزر، منها: نيوفوندلاند؛ والجزر البريطانية؛
وجرينلاند، أكبر جزيرة في العالم؛ وأيسلندا؛ وجزر آزور؛ وجزر الكناري؛
وبرمودا؛ وسانت هيلين؛ وفولكلاند؛ وجزر ساندوتش الجنوبية. والجزر
البركانية، هي أقل في المحيط الأطلسي، منها في المحيط الهادي؛ ومنها، في
المحيط الأطلسي: جزر الأنتيل، (بما فيها بورتوريكو، وجامايكا، وكوبا،
وهيسيايتولا)؛ وجزر الكناري؛ وبرمودا؛ وسانت هيلين.
يتأثر
المحيط الأطلسي كثيراً باليابس المجاور، فتتجاوز مساحة سطحه ضعفاً واحداً
وستة أعشار الضعف، من مساحة الأراضي، التي تنصرف مياهها إليه (انظر جدول
أبعاد المحيطات) (انظر جدول الموازنة المائية للمحيطات). وتصب فيه أنهار
كثيرة، منها: الأمازون[9] Amazon River، والكنغو[10] Congo River. وأثر
تلك الكمية الكبيرة من المياه العذبة، التي تصب فيه، ملاحظ في انخفاض نسبة
الملوحة، في المياه السطحية لبحاره الهامشية.
(3) المحيط الهندي
هو
أصغر المحيطات الثلاثة. ويختلف عن نظيرَيه بأنه مغلق، من ناحية الشمال،
حيث يحده اليابس الآسيوي، واليابس الأفريقي. ولا يتجاوز امتداده، في نصف
الكرة الأرضية الشمالي، مدار السرطان، إلا في الخليج العربي، والبحر
الأحمر، اللذَين يصل امتدادهما، شمالاً، إلى دائرة العرض 30ْ.
يمتد
بين سواحل القارة الآسيوية، شمالاً، حتى سواحل أنتاركتيكا، جنوباً؛ وبين
سواحل أفريقيا، غرباً، حتى سواحل أستراليا والجزر الأسترالية، شرقاً
(لمعرفة حدوده مع المحيطَين الآخرين، اُنظر المحيط الهادي والمحيط
الأطلسي). تبلغ مساحة سطحه 74.9 مليون كيلومتر مربع، معظمها في النصف
الجنوبي من الكرة الأرضية. ومتوسط عمقه 3.84 كيلومترات. ويقدر حجم المياه
في حوضه بنحو 291 مليون كيلومتر مكعب. فهو أصغر المحيطات، في مساحة السطح،
وحجم المياه؛ ولكنه أوسطها، في متوسط العمق (انظر جدول أبعاد المحيطات).
المحيط
الهندي متجانس الأعماق. ومثل المحيطَين الآخرَين، تمتد في قاعه سلسلة
مغمورة من المرتفعات؛ وهي جزء من حروف أواسط المحيطات. فيه وعدد من الجزر
القارية[11]، مثل: سيلان، ومدغشقر. وفيه عدد من الجزر، البركانية
والمرجانية، مثل: لاكاديف ومالديف وموريشوس.
أعمق
نقطة في قاع المحيط الهندي، تقع إلى الجنوب من جزيرة جاوه الإندونيسية؛
ويصل عمقها إلى 7725 متراً. وهو أكثر عمقاً، في شماله الشرقي.
يصب
فيه، من الجانب الأفريقي، نهرا ليمبوبو Limpopo، والزمبيزي Zambeze، ومن
قارة آسيا، يصب فيه نهر القانج Ganges Rivere، وشط العرب Shatt of Arab.
وتبلغ مساحة سطح المحيط الهندي 4.3 أمثال الأراضي، التي تنصرف مياهها إليه.
والمحيط
الهندي، هو مصدر بخار الماء، للرياح الموسمية Monsoon الآسيوية، التي تمطر
على شبه الجزيرة الهندية، والجزر الأندونيسية، وجنوب غرب شبه الجزيرة
العربية. ومن الحقائق المعروفة، أن دورة الرياح الموسمية، تنعكس تماماً،
بين فصلي، الصيف والشتاء، على المحيط الهندي، شمال خط الاستواء. ففي حين
تهب الرياح على المحيط، من داخل القارة الآسيوية، من الشمال الشرقي، في
فصل الشتاء؛ يصبح هبوبها، في فصل الصيف، من المحيط، نحو داخل القارة
الآسيوية، من الجنوب الغربي، محملة ببخار الماء، الذي لا يلبث أن يتكاثف،
ويبدأ بالتساقط، عند اصطدام الرياح بمرتفعات وسط آسيا. ولأن التيارات
السطحية البحرية، مرتبطة بالرياح؛ فإن دورة التيارات السطحية، في المحيط
الهندي، تنعكس في اتجاهها، بين فصلَي الصيف والشتاء، في جزء المحيط
الهندي، الواقع شمال خط الاستواء. ففي حين تتحرك المياه السطحية، في دورة،
في اتجاه عقارب الساعة، في فصل الصيف، في هذا النطاق؛ تصبح دورتها، في فصل
الشتاء، عكس اتجاه تلك العقارب.
------------------------------------------------------------------
[1]
القارة القطبية الجنوبية: تشغل الدائرة القطبية الجنوبية، وتغطي مساحة
14.245.000 كيلو متر مربع، كلها مغطاة بالثلج عدا 2% فقط. لا يعرف تاريخ
محدد لوصول الإنسان إليها ولكن يظن أن المستكشف البريطاني جيمس كوك James
Cook هو أول من وصل إليها.
[2] مضيق ملقا: في إندونيسيا، يفصل بين بحر الصين الجنوبي (المحيط الهادي) والمحيط الهندي. ويراوح عرضه بين 50ـ32 كيلو متر.
[3] أكثر مما تحويه المحيطات الأخرى مجتمعة.
[4]
الحركات البنائية: الضغوط التي تتعرض لها قشرة الأرض وينشأ عنها مظاهر
تضاريسية جديدة كالسلاسل الجبلية الالتوائية والأقواس الجزرية.
[5]
حروف أواسط المحيطات: هي سلاسل من المرتفعات المغمورة تمتد متصلة في قاع
المحيطات، غالباً، في وسط المحيط، ولكنها في المحيط الهادي تميل إلى
الجانب الشرقي.
[6]
الثلاجات: كتل من الثلج المتبلور من تساقط الجليد على اليابس، تتحرك مع
الانحدار تحت تأثير الجاذبية الأرضية، في مجار عريضة وتنحت الصخور تحتها.
[7] يصرف نهر المسيسبي مياه 3250000 كيلومتر مربع، ويبلغ طول مجراه 3770 كيلومتر.
[8]
الرف القاري: سطح رسوبي مغمور بمياه البحر، ينحدر ببطء نحو البحر، يبدأ من
ساحل اليابس نحو داخل البحر، وينتهي عند بداية المنحدر القاري، وتعرف
نهايته بالزيادة الكبيرة في معدل الانحدار.
[9]
تشير التقديرات إلى أن نهر الأمازون يصب في المحيط ما بين 34ـ121 مليون
لتر من المياه العذبة في الثانية. هذه المياه تحمل معها يومياً ما يقارب 3
ملايين طن من الرواسب التي تتراكم عند مصبه.
[10] يصب نهر الكونغو من القارة الأفريقية في المحيط الأطلسي ما يقدر بـ34 مليون لتر من المياه في الثانية.
([11])
الجزر القارية تتبع القارة في بنائها، وهي جزء من القارة فصل بينهما البحر
نتيجة لارتفاع مستوى الماء أو لهبوط الأراضي بينها وبين القارة
ظل كثير من
حقيقة الامتداد الفعلي للمسطحات المائية، مجهولاً، حتى بداية الكشوف
الجغرافية، في القرن الخامس عشر. فقبل هذا العهد، كان يُعتقد أن البحر
الأبيض المتوسط Mediterranean، هو قلب العالم المائي. كما
كان يُظن، أن الهوامش الشرقية للمحيط الأطلسي، هي البحر المحيط (أي الذي
يحيط باليابس). ولكن الاكتشافات الجغرافية، وخاصة رحلات كريستوفر كولومبس
إلى أمريكا الوسطى، وجزر الهند الغربية، عام 1492م؛ ورحلات بالبوا Balboa،
عام 1513م؛ وماجلان Magellan، عام 1519م؛ وجيمس كوك (1769ـ1780م) ـ أظهرت
عِظم اتساع المسطحات المائية، والامتداد الفعلي للمحيطَين: الهادي
والأطلسي. وتقدَّر
المساحة الإجمالية لكوكب الأرض بنحو 510 ملايين كم2. يشغل اليابس منها
148.9 مليون كم2، في حين يشغل الماء 361.1 مليون كم2. بمعنى أن اليابس
يشغل نحو 29.2% من إجمالي مساحة الكرة الأرضية، والماء 70.8%؛ أي الثلث
لليابس، والثلثان للماء، (انظر شكل توزيع اليابس والماء). وارتبطت
نشأة الأحواض المحيطية ارتباطاً كبيراً، بنشأة القارات؛ فهما يمثلان
تضاريس سطح الأرض: الأولى، هي التضاريس السالبة Negative Relief، وهي التي
تنخفض تحت مستوى سطح البحر؛ والثانية، هي الموجبة Positive Relief، وهي
التي ترتفع فوق مستوى سطح البحر بصفة عامة. فمنذ
تجمدت قشرة الأرض، منذ أكثر من 4 بلايين سنة مضت، والماء يتسلل من باطن
الأرض، من خلال الفجوات والفتحات البركانية، ليتجمع في الأحواض المحيطية.
وتغطي المياه المحيطية ما يقارب 71% من سطح الأرض، بمعدل عمق، يقارب 3730
متراً. ونسبة
ضئيلة فقط من ماء الأرض، تكون محمولة في الغلاف الغازي، أو تحتويها
البحيرات، أو محجوزة في الثلاجات والغطاءات الثلجية. ويمكن القول، إذاً،
إن معظم ماء الكرة الأرضية، يبقى في المحيطات، حيث يؤثر تأثيراً كبيراً في
الحياة فوق سطح الأرض. فمعظم الناس يعيشون قرب السواحل، ويتخذونها مكاناً
للاستجمام، ومصدراً للغذاء، ومكاناً للتخلص من الفضلات ونفايات المدن،
وطريقاً مفتوحاً للملاحة؛ بل إن تأثير المحيطات عظيم حتى في أولئك، الذين
يعيشون بعيداً، في أعماق القارات؛ فهي مصدر الماء الضروري للحياة. وهذا
الغطاء المائي الكبير، يخزِّن ثم يشِّع معظم الطاقة الشمسية، التي تمد
دورات الغلاف الغازي بالطاقة اللازمة، مسببة الظواهر الجوية. وبمقارنة
المدى اليومي لدرجة الحرارة في الصحراء، بنظيره في المناطق الساحلية، تتضح
أهمية دور المحيطات في امتصاص حدة التقلبات المناخية. باختصار،
الحياة قائمة على الماء، وبدراسة المحيطات، يمكن الوقوف على ظاهرة مؤثرة
فيها. وبفهم أفضل لطبيعة الكتل المائية، قد يمكن، يوماً، التنبؤ بتغيرات
الدورات المائية في المحيطات، وما يتبعها من تغيرات في المناخ. وعلى قدر
مساوٍ من الأهمية كذلك، قد يمكن استخدام المحيطات، على الوجه الأكمل، في
أغراض النقل، والتخلص من النفايات، من دون التدمير أو الإضرار
باستخداماتها الأخرى، كمصدر للغذاء، أو مكان للاستجمام. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أصل المحيطات المحيطات
من الظاهرات القديمة على سطح الأرض. وقد اندثرت، عبر الزمن، شواهد نشأتها.
فنتيجة للتسرب التدريجي للماء في الطبقات الصخرية إلى سطح الأرض من خلال
الأنشطة البركانية، تجمع الماء، الذي كان محصوراً بين الصخور، على سطح
الأرض. وقد
بدأت هذه العملية منذ 4 بلايين سنة مضت. بعض الصخور القديمة، التي يقدر
عمرها بنحو 3.8 بلايين سنة، تحتوي على آثار فقاعات مائية، وظواهر أخرى،
تدل على أنها أرسبت في ماء. ويحتوي بعض هذه الصخور، التي يعود عمرها إلى
3.4 بلايين سنة، على كائنات عضوية، شبه بكتيرية، بدائية جداّ، لا يمكن
رؤيتها إلا من خلال مِجْهر إلكتروني. وقد بدأت عمليات التمثيل الضوئي
Photosynthesis للنبات المائي البدائي، وأنتجت الأكسجين، منذ قرابة ثلاثة
بلايين سنة مضت، ذلك الغاز الحيوي لبقاء الأحياء على الأرض.
إن
ما يُعْرف عن تغير تركيب مياه البحر، عبر الزمن، قليل جداً. ولكن يبدو أن
تركيب الأملاح فيها، قد تغير قليلاً. وربما أصبح الأكسجين أكثر انتشاراً
في الغلاف الغازي؛ واستطراداً، في المحيطات؛ وذلك نتيجة لعمليات التمثيل
الضوئي، وهي تكوين مواد عضوية جديدة، باستخدام الطاقة الشمسية، وثاني
أكسيد الكربون، زائداً الماء.
التغير في الأحواض المحيطية
مع
أن المحيطات من الظواهر القديمة على سطح الأرض، إلا أن خطوط الساحل، أي
الحدود بين اليابس والماء، في تغير مستمر، وإن بطيئاً جداً. ويمكن أن
يتغير موقع خطوط الساحل، في إحدى حالتَين: الأولى، كلما ارتفعت أو انخفضت
كتل القارات؛ والثانية، كلما ارتفع أو انخفض مستوى سطح الماء في البحر،
بالنسبة إلى قارة ثابتة. وقد حدثت حركات بطيئة للقارات، مرات متكررة، في
تاريخ الأرض؛ وما زالت تحدث إلى اليوم. تشهد بذلك الشواطئ القديمة
المرتفعة، على طول ساحل كاليفورنيا، والقلاع الإغريقية والرومانية
المغمورة، حول البحر الأبيض المتوسط. وتعطي هذه الشواهد صورة لتأثير هذه
التغيرات في خطوط الساحل.
ويتغير
مستوى سطح البحر، إذا حدثت تغيرات في كمية المياه في المحيطات. فتواكب،
مثلاً، التغيرات الكبيرة، والمفاجئة نسبياً، في مستوى سطح البحر، نمو أو
اختفاء الغطاءات الثلجية الكبيرة على سطح الأرض، والمسماة بالثلاجات؛ إذ
يأتي الماء المخزن في هذه الثلاجات، المقدَّرة بحجم القارات، من المحيطات.
ونتيجة لذلك، فإن مستوى سطح البحر، ينخفض عند تكوُّن الثلاجات، ويرتفع
عندما تذوب.
خلال
الثلاثة ملايين سنة الماضية، مرت على الأرض عدة عصور جليدية. قبل نحو 20
ألف سنة، غطت الثلوج مناطق واسعة من العروض، الوسطى والعليا[1].
في
ذلك الوقت، كان سطح البحر دون مستواه الحالي بنحو 130 متراً (انظر شكل
التغير في مستوى سطح البحر). ومعظم أطراف القارات، المغمورة بمياه ضحلة،
كانت أرضاً يابسة في ذلك الوقت. فكان هناك، مثلاً، اتصال يابس بين آسيا
وأمريكا الشمالية. وتلك المنطقة، يغمرها، الآن، بحر ضحل. ويرجح أن
الإنسان، هاجر عبر تلك المنطقة، ليقطن في الأمريكتَين، الشمالية
والجنوبية. وتوجد آثار حيوانات ثديية منقرضة، تشبه الفيلة، رعت في المناطق
الهامشية المغمورة، في أمريكا الشمالية، على المحيط الأطلسي. كما توجد
آثار مجارٍ لأودية كبيرة، تغمرها المياه، الآن، في تلك المناطق.
وقد
أدى ارتفاع مستوى سطح البحر، نتيجة لذوبان الغطاءات الثلجية على القارات،
غمر الماء لأودية الأنهار. وتشكلت على السواحل الجبلية، التي تعرضت لنحت
الثلاجات، ظاهرة تستحق التصوير، وهي تلك الخلجان شديدة انحدار الجوانب،
التي تسمى الفيوردات.
لو
أن كل الماء المحجوز في الغطاءات الثلجية، على القارة القطبية الجنوبية
وجرينلاند، عاد إلى المحيطات، لارتفع مستوى سطح البحر قرابة 50 متراً (160
قدماً). وذلك سيؤدي، بالطبع، فيضان مياه البحر على أجزاء كبيرة من المناطق
الساحلية المنخفضة، وعدد كبير من المدن الساحلية؛ لتصل المياه، مثلاً، إلى
الدور العشرين في مباني وسط مدينة نيويورك.
وتحدث
تغيرات بطيئة في خطوط الساحل، كذلك، مع الحركة البطيئة لكتل القارات
والأحواض المحيطية، التي تدفعها قوى باطنية؛ وتلك العملية، تدعى تكتونية
الصفائح الطافية[2].
__________________________________________________ _
([1])
العروض الوسطى والعليا: قسم العلماء سطح الأرض، لتسهيل الإشارة إلى
المواقع المختلفة ولمعرفة فوارق التوقيت، بواسطة خطوط الطول ودوائر العرض.
ودوائر العرض، وأكبرها دائرة خط الاستواء، صفر، دوائر وهمية توقع على
الخرائط ويتناقص قطرها بالاتجاه شمالاً وجنوباً من خط الاستواء. وتزداد
الأرقام من خط الاستواء شمالاً وجنوباً حتى القطبين عند درجة 90 ولتسهيل
الإشارة إلى الأماكن والظروف المناخية السائدة قسمت دوائر العرض إلى عدة
نطاقات هي:
ـ النطاق الاستوائي Equatorial ما بين دائرة عرض 10ْ شمالاً، ودائرة عرض 10ْ جنوباً.
ـ النطاقين المداريين Tropical ما بين دوائر العرض 10ْـ25ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين تحت المداريين Subtropical ما بين دوائر العرض 25ْـ35ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ نطاقي العروض الوسطى Midlatitude ما بين دوائر العرض 35ْـ55ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين دون المتجمدين Subarctic & Subantarctic ما بين دوائر العرض 55ْـ60ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين المتجمدين Arctic & antarctic الشمالي والجنوبي ما بين دوائر العرض 60ْـ70ْ شمال وجنوب خط الاستواء.
ـ النطاقين القطبيين Polar الشمالي والجنوبي ما بين دائرتي العرض 75ْ شمالاً وجنوباً والقطبين الشمالي والجنوبي.
([2])
يقسم العلماء سطح الأرض (اليابس والماء) إلى عدد من الصفائح، منها الصفيحة
الأفريقية، والصفيحة الأوراسية. تتحرك هذه الصفائح نسبة إلى بعضها، وينتج
عن حركتها الظاهرات الكبرى لسطح الأرض، من توزيع اليابس والماء، والسلاسل
الجبلية الضخمة على اليابس، والأخاديد والحروف الضخمة في قيعان المحيطات.
ويستعان بحركة الصفائح في معرفة توزيع الظاهرات الحركية لسطح الأرض من
براكين وزلازل، إذ تنشط على طول خطوط التقاء الصفائح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size=21][size=25]size][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]